تطبيق تحرير فيديو سهل الاستخدام
نشرت في Jun 24, 2024
لقد تطور الذكاء الاصطناعي بصورةٍ سريعة وملحوظة، وأدى إلى ظهور نماذج لغوية متقنة التصميم يمكنها إنشاء نص مشابه لما يكتبه البشر، ويوجد نموذجان شهيران منها قد نالا استحساناً كبيراً وهما ChatGPT مقابل Google Bard. وقد اعتمدت نماذج لغة الذكاء الاصطناعي هذه أساليب متطورة لمعالجة اللغة الطبيعية بهدف إنشاء نص يحاكي أنماط التحدُّث البشرية وفهمها.
ومن منا لم يلاحظ مدى أهمية روبوتات الدردشة في السوق الرقمية على امتداد العالم؟ تؤكد التقارير الأخيرة مدى توسُّع الحجم الإجمالي لسوق روبوتات الدردشة والذي قارب 2.25 مليار دولار في عام 2021 و6.92 مليار دولار في عام 2023. سيقارن هذا المنشور بالتفصيل بين ChatGPT وGoogle Bard، بما في ذلك ميزاتهما وقدرات إنشاء المحتوى وتكامل محرك البحث واكتشاف الانتحال والسرقات الأدبية.
يُعد ChatGPT أُنموذجاً لغوياً للذكاء الاصطناعي، أنشأته OpenAI، وهي منظمة بحثية أسسها مجموعة من أبرز رواد التكنولوجيا. يستند ChatGPT في عمله على خوارزمية تعليمية دقيقة تدعى محولات توليدية مُسبقة الصنع (GPT) مُصممة لإنشاء لغة شبيهة بلغة الإنسان لتكون بمثابة استجابة لإشارات المستخدم، وقد جرى تدريب ChatGPT بإتقان كبير على الكثير من المعلومات الغنية، بما في ذلك المنشورات ومنصات الويب المتنوعة وكل ما يخص الوسائط الاجتماعية، فضلاً عن قدرته على إنشاء لغة متناسبة مع مجمل المجالات والفئات.
يُعد Google Bard أُنموذجاً للذكاء الاصطناعي أيضاً، أنشأته Google بغرض أن يُظهر استجابات على أوامر اللغة الشبيهة بلغة الإنسان، حيث يعتمد على الشبكة العصبية وخوارزميات التعلم الآلي لتحليل كميات ضخمة من البيانات النصية وابتكار استجابات استناداً إلى هذا التحليل. فبإمكان Google Bard فهم سياق الكلام والرد باستجابات مناسبة ومنطقية للأوامر، والتي قد تعمل لأهداف متنوعة، مثل روبوتات المحادثة وخدمة العملاء الآلية وإنتاج المحتوى.
تعد كلاً من ChatGPT وGoogle Bardنماذج لغة للذكاء الاصطناعي أُنشأت بغرض الرد على الأوامر باستجابات شبيهة بالإنسان، لكنها قد تختلف بالطرائق المهمة والمتنوعة،
وتتمثل إحدى هذه الاختلافات الأساسية بالشركات التي تدعمهما. حيث تعد Google شركة تقنية كبيرة تتمتع بموارد وافرة، بينما ChatGPT هي شركة ناشئة صغيرة تركز فقط على نماذج لغات الذكاء الاصطناعي. لذا لا شك بأن Google تمتلك تمويلاً ضخماً وموارد كثيرة يمكن استخدامها في تحسين نماذج الذكاء الاصطناعي.
ويكمن الاختلاف الثاني في بيانات التدريب المُستخدمة في تطوير النماذج، حيث جرى تدريب Google Bard على مجموعات البيانات النصية الكبيرة من الإنترنت، بخلاف ChatGPT الذي دُرِّب على مجموعات البيانات النصية الصغيرة، أي أن Google Bard يتيح وصولاً أكبر للبيانات النصية وعلى نطاقٍ أوسع، مما يجعله أكثر مهارة في إنشاء ردود واستجابات على أوامر أشمل وأكثر.
فضلاً عن أن Google Bard يتمتع ببعض الميزات الرائعة التي تميزه عن ChatGPT، فيمكن لـGoogle Bard أن يُنشئ الشعر وكلمات الأغاني، بينما يقتصر تركيز ChatGPT بصورةٍ أساسية على الرد باستجابات نصية للأوامر. كما يمكن لـGoogle Bard استيعاب الردود وفهمها وإنشائها بعدة لغات، أما ChatGPT فيركز على استجابات اللغة الإنجليزية حصراً.
يتضمن ChatGPT تقريباً 25 مليون شخص يستخدمون المنصة بصورةٍ يومية، وقد يتوقع المقيِّمين المخضرمين أن يكون لدى Bard مليار مستخدم بمجرد أن يصبح متاحاً للعموم.
Google مقابل ChatGPT نموذجان متقنا التصميم للغة الذكاء الاصطناعي يتمتعان بخصائص متعددة تساعد في صقل قدراتهما. ومع أن Google Bard قد صُمم خصيصاً لإنشاء الشعر وأنماط متنوعة أخرى من الأدب، لكن يمكن لـChatGPT أيضاً إنشاء نصوص بالعديد من الأشكال والفئات، مما يجعله اسباً جداً للنشر في تطبيقات الذكاء الاصطناعي للمحادثة وروبوتات الدردشة. إليك بعض الخاصيات الأساسية لكلا النموذجين فيما يلي:
يُعد ChatGPT نموذجاً لغوياً يعتمد بنية GPT-3 في عمله، وقد أنشأته OpenAI، حيث يمتلك كمية ضخمة من البيانات النصية تتضمن الكتب والمقالات والمواقع الإلكترونية، والتي تتيح إنشاء محتوى مقروء ومناسب جداً للكثير من المجالات والموضوعات. فبإمكان ChatGPT إنشاء نصوص متنوعة الأنماط منها المقنع والتثقيفي والغني بالمعلومات والمحادثة.
ومن ناحية أخرى، طوَّرت Google النموذج اللغوي Google Bard والذي يعد الأحدث، مع أنه يعتمد أيضاً على معمارية GPT-3 وجرى تدريبه على مجموعة بيانات أصغر، لذلك لن تجده متعدد الاستخدامات مثل ChatGPT خاصةً في مجال إنشاء المحتوى، لكنه متخصص مثلاً في مهام مثل كتابة الشعر وكلمات الأغاني، لذا يمكننا القول أنه مناسب أكثر لأنواع محددة من إنشاء المحتوى.
بالمجمل، يعد كلاً من Google وChatGPT ذوي كفاءة عالية في إنشاء المحتوى، لكن ChatGPT يتميز أكثر بمجموعة البيانات الشاملة التي دُرِّب عليها والتي جعلته متعدد الاستخدامات وخياراً أوسع لمختلف أنشطة إنشاء المحتوى.
وبالمقابل، يمكننا تصنيف Google Bard بأنه الخيار الأكثر ملاءمة لمهام معينة مثل الشعر أو كتابة الأغاني، لكن في النهاية، على المستخدم اتخاذ القرار بالاختيار بينهما بناءً على متطلباته ونوع المحتوى الذي يريد إنشاءه.
من العوامل المهمة في نماذج لغة الذكاء الاصطناعي هو محركات البحث المُدمجة بها، والتي تساعد المستخدمين على إنشاء محتوى محسَّن لمحركات البحث، ويوفر كلاً من ChatGPT وGoogle هذه الخاصية، لكن قد يختلفان بالأساليب والقدرات لكل منهما.
حيث يعتمد ChatGPT أسلوب معالجة اللغة الطبيعية (NLP) لفحص المُدخلات وإنشاء محتوى محسَّن لمحركات البحث، وبالتالي يمكنه إنشاء محتوى يضم كلمات مفتاحية وعبارات يجري البحث عنها بكثرة، مما يزيد من فرصة الحصول على تصنيفات عالية لنتائج البحث.
ويمكن لـChatGPT إنشاء أوصاف وتعريفات تُلخص المعلومات المعروضة في نتائج البحث، وتضم هذه الملخصات الكلمات المفتاحية والعبارات المرتبطة بالمحتوى، وهذا بدوره يجعل احتمالية حصول المحتوى على تصنيف أعلى أكبر بكثير.
بالمقابل، يقدم Google Bard ميزات تكامل محرك البحث أيضاً، ولكنه يستخدم أسلوباً آخراً مميزاً مقارنة بـChatGPT، حيث يعتمد Google Bard على قاعدته المعرفية لإنشاء محتوى محسن لمحركات البحث بدلاً من الاعتماد على مُدخلات المستخدمين لإنشاء المحتوى.
فقد يصل إلى كميات كبيرة من البيانات من فهرس بحث Google ويستخدمها لإنشاء محتوى مرتبط بالموضوع ومحسن لمحركات البحث، كما يمكنه إنشاء أوصاف وتعريفات ولكنها ليست دقيقة ومخصصة بما يكفي مثل ChatGPT.
يُعد الانتحال والسرقة الأدبية من الأمور الهامة التي يجب وضعها بالحسبان عند إنشاء المحتوى، فقد يسبب الكثير من المشكلات خاصةً بالنسبة للشركات والأفراد الذين يعتمدون على المحتوى الحصري للتسويق أو لأغراض العلامة التجارية، وفي هذا الخصوص، يتمتع كل من Google Bard وChatGPT بطرائق معينة لكشف السرقات الأدبية ومنع الانتحال.
حيث يمتلك ChatGPT مجموعة من التقنيات الفريدة التي تهدف لأن يكون محتواه مميزاً وخالياً من الانتحال، وتكمن إحدى هذه الطرائق في فحص موجه الأوامر والمُدخلات وإنشاء ردود مناسبة واستجابات مميزة. كما يمتلك ChatGPT خوارزميات معالجة اللغة الطبيعية (NLP) والتي تعمل على تحليل المُخرجات الناتجة ومقارنتها بالمصادر الأخرى لضمان عدم التطابق مع المحتوى الموجود.
أما Google Bard، فقد يعتمد منهجيةً مختلفة قليلاً لاكتشاف السرقات الأدبية وتجنب الانتحال، حيث يفحص موجه الأوامر والمُدخلات ويُنشئ استجابات فريدة من نوعها ومرتبطة بالموضوع، لكنه قد يتميز أكثر باستخدامه أسلوباً يُعرف باسم "التدريب العدائي"،
والذي يُعد منهجاً تعليمياً لنموذج الذكاء الاصطناعي لإنشاء محتوى مميز ومنافس، ويُشكل تحدياً أيضاً لنماذج الذكاء الاصطناعي الأخرى. ويهدف هذا المنهج إلى ضمان إنشاء Google Bard محتوى جديد ومميز وبالوقت نفسه يصعب نسخه.
في العموم، يعد كلاً من Google وChatGPT جيدان جداً في منع الانتحال وإنشاء محتوى مميز، لكن ميزة "التدريب العدائي" الموجودة في Google Bard يجعله الأفضل في إنشاء محتوى يصعُب سرقته.
إن حالة المستخدم ومتطلباته الخاصة، هي من يحدد أفضلية نموذج لغة الذكاء الاصطناعي بين Google Bard وChatGPT، فلكل منهما سلبياته وإيجابياته.
فقد أصبحنا نعلم الآن أن Google Bard يمكنه إنشاء ردود أصلية وجذابة ومرتبطة جداً بالموضوع الموجَّه، فقد جرى تدريبه بدقة على البيانات النصية ليتمكن من فهم السياق واستيعابه، لذا يُعد أداة رائعة لإنشاء المحتوى وخدمة العملاء الآلية.
وفي المقابل، يُشتهر ChatGPT بإنشاء ردود أطول ومتماسكة أكثر وأوضح ودقيقة نحوياً، إلى جانب الحجم الكبير للنموذج مما يساهم في إنشاء استجابات أكثر.
في النهاية، لكل مستخدم متطلبات معينة بناءً عليها يمكنه الاختيار بين Google Bard وChatGPT، فإذا كان يرغب بإنشاء محتوى إبداعي ومميز، فقد يجد أن Google Bard هو الخيار الأمثل، أما في حال أراد إنشاء استجابات مفصَّلة أكثر ومتماسكة بشكلٍ أكبر، فيسجد أن ChatGPT هو المناسب.
خلاصة القول، إن كلاً من Google وChatGPT هي نماذج لغة ذكاء اصطناعي مذهلة، بإمكانها إنشاء استجابات شبيهة جداً بالبشر عندما يُطلب منها ذلك، حيث يتميز Google بـGoogle Bard، أما نظيره OpenAI فيتميز بـChatGPT. ولكل من هذين النموذجين إيجابياته وسلبياته، ويعتمد تفضيل أحدهما على الآخر بناءً على حاجات المستخدم ومتطلباته.
فكما ذكرنا أعلاه، يُشتهر Google Bard بإنشاء استجابات مميزة جداً، بينما ChatGPT فتُعد استجاباته أكثر جاذبية وتفاعلية، ويستمر تطوير كلا النموذجين بانتظام ولا شك بأنه مع تقدم التكنولوجيا سيظهر المزيد من النماذج اللغوية المُذهلة. ختاماً، قد يُفضل المستخدمين نموذج معين على الآخر بحسب متطلباتهم وحاجاتهم الخاصة، فبعضهم يرغب بـاستخدام ChatGPT وبعضهم الآخر يُفضل Google Bard، ولا يوجد أدنى شك بأن كلاهما يمتلكان قدرات كبيرة لمجموعة واسعة من التطبيقات.
أنا أحمد كاتب مقالات ومراجعات متمرس، قادني شغفي إلى العمل مع Filmora منذ عام 2013، حيث أكتسبت خبرة أعمق وتمت ترقيتي لأصبح مسؤولًا عن إنتاج محتوى شامل يعزز من فهم المستخدمين لبرنامج Filmora.
